اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
بعدد مااحاط به علمك واحصاه كتابك ..
بعدد مااحاط به علمك واحصاه كتابك ..
قضاء حوائج المؤمنين-1
السعي في قضاء حوائج المؤمنين، أمر مطلوب: قضيت الحاجة أو لم تقض الحاجة.. إذن المؤمن عندما يسعى في قضاء حاجة أخيه المؤمن، لا يحرز النتيجة {وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى}.. السعي مطلوب، عن رسول الله -صلّى الله عليه وآله- قال:(أوحى الله إلى داود (عليه السلام): إنّ العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة يوم القيامة، فأحكمه في الجنّة، قال داوُد: يا ربّ، ما هذا العبد؟.. قال: عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المسلم، أحبّ قضاءها، قضيت له أم لم تقض).
عن أبي عبد الله (ع) قال: (من مشى لامرئ مسلم في حاجته فنصحه فيها، كتب الله له بكل خطوة حسنة، ومحى عنه سيئة؛ قضيت الحاجة أولم تقض.. فإن لم ينصحه، فقد خان الله ورسوله، وكان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- خصمه).
إن بعض الناس عندما يبلغ مبلغا إيمانيا يعتدى به، أو حالة روحية راقية؛ فإنه يعيش حالة الابتعاد عن الناس.. بينما روي في الأزمنة السابقة أن (عابد بني إسرائيل، كان إذا بلغ الغاية في العبادة؛ صار مشاء في حوائج الناس، عانيا بما يصلحهم)؛ أي بعد أن صار عنده علاقة متميزة مع رب العالمين.
يعتقد العرفاء بوجود أربعة أسفار، يقطعها السالك إلى الله -تعالى- حسب العناية الإلهية:
السفر الأول: السير من الخلق إلى الحق، وهو مرحلة عبور عالم الطبيعة، والكثرات إلى الله عز وجل. السفر الثاني: السير بالحق في الحق، وهو مرحلة معرفة الأسماء، والصفات الإلهية. السفر الثالث: السير من الحق إلى الخلق بالحق، وهو مرحلة الرجوع إلى الخلق؛ لهدايتهم وإرشادهم. السفر الرابع: السير في الخلق بالحق، وهو مرحلة الهداية الرحيمية.
السفر من الحق إلى الخلق، حركة ارتدادية.. هو ينقطع عن الناس إلى الله عز وجل، فإذا بلغ الذروة نزل إلى الناس.. ولكنّ هناك فرقا بين من يعاشر الناس بعد أن وصل إلى الله عز وجل، وبين من يعاشر الناس وهو مأنوس بهم، فرق بين الأمرين!..
السعي في قضاء حوائج المؤمنين:
هناك عنوان شرعي آخر، وهو عنوان كفالة اليتيم.. قضاء حوائج الأخوان من سبل الجنة، وكفالة اليتيم من سبل الجنة أيضا.. البعض يخلط بين مفهوم مساعدة اليتيم، ومفهوم كفالة اليتم.. قال رسول الله (ص) في وصيته لعلي (ع): (يا علي!.. مَنْ كفى يتيماً في نفقة بماله حتى يستغني، وجبت له الجنّة البتّة.. يا علي!.. مَنْ مسح يده على رأس يتيم ترحّماً له، أعطاه الله -عزّ وجلّ- بكل شعرة نوراً يوم القيامة).
إذن القضية فيها كفالة، وكأن هذا اليتيم من ضمن عائلة الإنسان.. ولا مانع أن يكون هذا اليتيم من ذوي الإنسان، مثلا: إنسان يموت أخوه، فيكفل ابنه أو ابن عمه.. كفالة اليتيم بالمعنى الكامل هو هذا المعنى.. إذا وصل الإنسان إلى هذه الدرجة من الرفق بالأيتام، تصير كل حركة منه مشكورة:
(يا علي!.. مَنْ مسح يده على رأس يتيم ترحّماً له، أعطاه الله -عزّ وجلّ- بكل شعرة نوراً يوم القيامة).. بعض المؤمنين له صفقات مع رب العالمين، عن الإمام العسكري (ع): (الدنيا سوق؛ ربح فيها قوم، وخسر آخرون).. البعض عندما يرى يتيما، بحركة غير ملفتة يمسح على رأسه، يمر يده على كل شعر رأسه.. (المؤمن كَيِّس، فَطِن)!..
عن رسول الله (ص): (أن عيسى بن مريم (ع) مر بقبر يعذب صاحبه، ثم مر به من قابل، فإذا هو ليس يعذب فقال: يا رب، مررت بهذا القبر عام أول فكان صاحبه يعذب، ثم مررت به العام، فإذا هو ليس يعذب.. فأوحى الله -عز وجل- إليه: يا روح الله!.. أنه أدرك له ولد صالح، فأصلح طريقاً، وأوى يتيماً؛ فغفرت له بما عمل ابنه).. هذه هي الصدقة الجارية، فرق بين إنسان يموت وله في البنوك الملايين لا تفيده مثقال ذرة، وبين إنسان فقير يموت وله ولد صالح، يعمل في الحياة الدنيا ما يرفع عنه العذاب وهو في قبره.. هنيئا لهكذا والد!.. قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عمله، إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).. البعض حاز هذه الخصال الثلاث.
الخلاصة: أن المؤمن يحاول أن ينوع سبل الخير: يكفل يتيما، ويبني مسجدا، وينشر كتابا.. لعل الله -عز وجل- يقبل منه أحد هذه الأمور، فيكون من الفائزين!..
نور الزهراء
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق